الأرشيف

لاعبون لكنهم صعاليك!

 الجزائري بنظيره الليبي مساء أمس، بثت تلفزتنا أغنية “شكرا أستاذي” لصادق جمعاوي.. أغنية جعلتني أسترجع ذكريات زمان وأيام الطفولة البريئة، يوم كانت الصبورة سوداء، قبل أن تصير اليوم خضراء..  متأكد أنا من أن كل من يقرأ هذه الأسطر يكون قد مارس الرياضة ولو لفترة وجيزة في حياته.. على ذلك، فهو مدرك لتفاصيل معيشة الرياضيين الدقيقة، الهادفة للمحافظة على حياة اللاعب المهنية، على غرار النوم والاستيقاظ الباكر والنظام الغذائي الشديد، وتفادي كل ممنوع من مشرب ومأكل ومكان مشبوه.. عندما كنا صغارا، كنا نرى في لاعب الكرة أحسن مثال للأخلاق، وكانت براءتنا تمنعنا من مجرد التفكير في إساءة الظن في لاعب الكرة.. أتذكر جيدا أول مرة شاهدت فيها لاعب كرة قدم يضع رفعة شمة (أحد أنواع التبغ في الجزائر) تحت شفته العليا، وكان من لاعبي منتخب 1982.. تأسفت يومها وصدمت.. كنت أراهم ملائكة على الأرض، لكن، مع الأسف.. بضع سنوات بعد تلك الحادثة المشؤومة، رأيت لاعبا آخر يضع سيجارة بين شفتيه، وكان من أحسن لاعبي البطولة الوطنية حينذاك، قبل أن يصير اليوم مدربا، فتأسفت وصدمت من جديد.. كنت أراهم ملائكة على الأرض، لكن، مع الأسف.. بضع سنين أخرى مرت بعدها، ورأيت، عفوا، سمعت أن بعض لاعبي البطولة الوطنية يسهرون ويمرحون ويشربون ويفعلون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر بقلب بشر.. تأسفت وصدمت مرة أخرى.. كنت أراهم ملائكة على الأرض، لكن، مع الأسف.. في العالم توجد أمثلة عديدة للاعبين بدأوا مشوارهم بقوة، وتنبأ لهم المختصون بمستقبل واعد، لكنهم فاجأوا الجميع بعكس ذلك وأنهوا حياتهم الكروية بأسرع ما يمكن، لا لسبب سوى لأنهم تعودوا على تعاطي الممنوعات.. لا داعي لتذكيركم بأن اللاعبين الأفارقة يأتون على رأس القائمة..  إلى هنا لا أستطيع المواصلة.. إنهم لاعبون لكنهم صعاليك..وما خفي كان أعظم.. وللحديث بقية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق