الأرشيف

أن تكون صحفيا!

 وأفرغت من محتواها بشكل رهيب.. لقد صارت كلمة مرادفة للتنازلات والتضحيات وتلقي الضربات المتعددة الأشكال والأوجه والألوان.. كلمة صحفي في الجزائر تحولت إلى كلمة جامعة مانعة لأصناف الإهانات والاعتداءات.. فأن تكون صحفيا في الجزائر، معناه أن لا تتوقف عن تقديم التنازلات.. التنازل بعد الآخر.. أن تقبل باعتداء الناس عليك، كل الناس: لاعبون مدربون، أنصار، مسؤولون.. وبكل أشكال الاعتداء: التخويف، الضرب، الشتم، التهديد بالقتل، وقطع الرزق والعنق أيضا.. مهنة الصحافة التي باتت أشبه بالمهمة شبه المستحيلة، بالنظر إلى الصعوبات التي يجدها الصحفيون عامة، والمراسلون خاصة في أداء عملهم.. بداية بالوصول إلى مصادر الخبر والحصول على المعلومة، وانتهاء بتوفير الحماية لهم.. الحماية من أشباه الرياضيين.. اسمه نصر الدين مجوج،لاعب سابق في كرة القدم، ملاكم حاليا من وزن المراهقين.. تصرفه مع مراسلنا من قسنطينة، رفيق.ش، يثبت ذلك.. لقد أقدم هذا الشخص على إتيان أتفه تصرف يمكن لعاقل أن يرتكبه.. إنه تغييب العقل واعتماد العنف.. يا له من تصرف أحمق غير مدروس العواقب.. خاصة إذا ما علمنا أن المعتدي ارتكب تصرفه الجبان لسبب يسيط، تناول المراسل لقضية غيابه  عن الفريق، فقط.. وارتكب الجاني جريمته أمام حضرة أعضاء النادي، من لاعبين ومسيرين، وهي نقطة أخرى تحسب ضده، فهو لم يحترم لا زملاءه في الفريق، ولا ألوان النادي العريق الذي أساء له كثيرا، علاوة على إمكانية اعتماد أولئك كشهود على الجريمة.. مجوج يكون قد ارتكب هذه الحماقة، بعدما اقتنع أنه فقد كل أمل في استرجاع ولو بعض من مستواه، وأن أيامه في عالم لاعبي كرة القدم  قد حان موعد نهايتها.. ننتظر من إدارة السياسي اتخاذ إجراءات ردعية اتجاه هذا الشخص.. وننتظر من نقابة الصحفيين أن تواصل الدفاع عن مجد المهنة، وتدين هذا الاعتداء الصبياني، مثلما عودتنا عليه في مثل هذه الحالات.. أما القضية، فهي الآن بين أيدي العدالة، التي ستعيد للضحية حقها وللمهنة شرفها.. أن تكون صحفيا في الجزائر معناه أن تدافع عن زملائك دائما وأبدا..  وللحديث بقية.                    

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق