بطولات عالمية

ريغو ساكي: "ميسي لا يقارن.. وغوارديولا ومورينيو الأفضل في العالم"


حينما أفكّر بمثال للإخلاص عِشته في غضون سنوات عديدة قضيتها في الرياضية، فإنّ ما يخطر على بالي حينها هي الهزيمة أمام بيروجا، شهر ماي من عام 2000، حينما حرمتنا الظّروف، وربّما ليست وحدها فقط، من تحقيق إسكوديتو كنّا منتصرين خلاله.. كانت 10 دقائق هي المتبقّية على نهاية المباراة، وكنّا متخلّفين بنتيجة 1-0.. لم نقدر على تغيير أيّ شيء، لم نكن نعرف بناء نصف هجمة حتّى، حينها أدركنا بأنّنا خسرنا وفرغنا من كلّ شيء.
“قرار بيسوتو في لقاء بيروجا كان جنونيا ولكن لا أحد طعن فيه”
قبل 10 دقائق على النهاية، حكم الراية يُشير إلى رمية تماس لجوفنتوس في وضع هجومي.. جيانلوكا بيسوتو هو المنفّذ بيديه، لكنّه أعطى تلك الكرة إلى بيروجا.. فعل ذلك لأنّه كان يُدرك جيّدا بأنّه لو أعطانا إيّاها لكنّا سنضيّعها، لهذا صائب ما فعله!.. صائب ولكنّه ليس سهلا أن تفعله بكلّ تأكيد؛ حيث أنّها كانت لفتة جنونية، لكن عموما حتّى في الرياضة علينا أن نتقبّل اللّحظة الدرامية بروح رياضية.. لا يوجد أيّ أحد منّا تفاجأ لمَ حدث، لأنّ جيانلوكا فعل ما هو صائب؛ فكلّ قرار له كان غير قابل للطّعن، لهذا كان يكفينا بأنّه هو من اتّخذه، لهذا لم يتجرّأ أيّ أحد في غرفة الملابس لأن يلمّح مجرّد التّلميح لتلك الرمية أو لتلك الكرة التي أعطيت للمنافس.. ففي الملعب، الكرة تكون ملكي وملكك، وعظمة قراره كانت تعتمد على اللّحظة التي قام فيها باتّخاذه، لأنّه لو كانت النتيجة 3-0، وفي مباراة ليست مهمّة جدا، سيتحدّثون عن السّخاء، لكن يختلف الموضوع حينما ويتعلّق بالأسكوديتو.
“بيسوتو نمودج مستمرّ”
لهذا أعتقد أنّ الفرق بين اللاعب الجيّد والعظيم يكمن في قدرته على أن يكون حاسما في أكثر اللّحظات أهميّة، وهذا أمر ينطبق بشكل عام وليس في الرياضة فقط.. الشخص العظيم يظهر في الخيارات الأكثر تعقيدا؛ فمثال بيسوتو في بيروجا هو نموذج مستمرّ، لم يسبق لي أن وصلت إليه، لكنّه طريق يتمّ السّير عليه؛ فأنا لا أفكّر بأن أكون الأفصل، لكنّني هذا ما أسعى إليه دائما.. وربّما أنّ التّقليل من عدد الأخطاء كانت نتيجة جيّدة؛ فالولاء قيمة مهمّة للغاية، تجعلك تُدرك بأنّ التّفكير في الوصول لمرّة واحدة وللأبد هو من الغرور.
“بعد ذلك لم أسرق ألف ليرة من أحد ولم أسرق ضربة جزاء واحدة”
بعد تلك المرّة، لم أسرق ألف ليرة من أيّ أحد، كما لم أسرق حتّى ضربة جزاء واحدة، لكن قد يحدث لي أن أضيّع ضربتَي جزاء وتكون مُحبطة بالنسبة لي.. تكون كما لو أنّها أشارت إلى أنّ حولها شكّ أو أنّ هناك شيء داخلي قد أدّى إلى ارتكاب الخطأ؛ فأنا أتذكّر ضربة جزاء في مباراة لجوفنتوس أمام أودينيزي، كان مشكوكا فيها تقريبا.. سدّدت واصطدمت الكرة بالعارضة، والأخرى تلك التي كانت أمام روما وأتت في فترة كنت خلالها قلقا على تجديد العقد وانتظاره.. وها هي ضربة ضائعة من جديد!.
“الساحرة المستديرة حاليا أصبحت سريعة”
بالحديث عن الولاء، فإنّ هناك ما يُسمّى بالتّمويهات – المُزيّفة -.. للأسف، نحن لا زلنا نرى هذا الأمر حتّى الآن، ولو أنّه بشكل أقلّ من ذي قبل؛ حيث أنّ أعين الكاميرات أصبحت رادعا ممتازا لمثل هذه الأمور، لكن ما أعرفه أنا بأنّ المهاجم حينما يدخل إلى منطقة الجزاء، يكون هناك ليُسجّل فقط وليس ليموّه؛ فسرعة كرة القدم في الوقت الحالي قد تجعل أحيانا من لمسة بسيطة أو دفعة لطيفة تتسبّب في إسقاطك، لكن على مرّ السنين أصبحت أعرف جيّدا من يحتال ومن لا يفعل.. ومن ثمّ هناك، كما ذكرت، المكر والتجربة والقدرة على تضليل المنافس.. هي أشياء كلّها تعتبر جزءا من الرياضة، لكن قد يحدث أحيانا أن نسرق ضربة حرّة في وسط الميدان، ومن ثمّ بربّكم من يعيش بلا خطيئة فليقل ذلك..!!؟ لكن لا أعتقد بأنّ مثل هذه الأمور تُعدّ جرائم صارخة في حقّ الولاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق