الأرشيف

العنصرية.. سرطان ينخر الملاعب العالمية

شكلت ظاهرة العنصرية في ملاعب كرة القدم أحد أهم الهواجس التي تعصر بعالم الساحرة المستديرة، خاصة في أوروبا، حيث عان منها الكثير من اللاعبين وخاصة ذوي البشرة السمراء، و العرب والمسلمون وبدرجة أقل البرازيليين.

 

 

فمن منا لا يتذكر حادثة لاعب نادي إشبيلية الإسباني فريديريك عمر كانوتيه الذي طرد إثر إنفعاله مع لاعب برشلونة سيسك فابريغاس الذي وصف نجم النادي الاندلسي بـ “المسلم الحقير” وهذا ما أفقده أعصابه وقام بصفع فابريغاس.

لاعب آخر لم يسلم من الهتافات العنصرية وهو الأسطورة الكاميرونية صاموال إيتو الذي كان ضحية في أكثر من مرة، سواء عندما كان يلعب في برشلونة أو في إيطاليا، حيث كانت الجماهير تصفه بالقرد و هو أجبره على الإنسحاب من ملعب المباراة.

عدسات الكاميرا كانت شاهدة على ردة فعل إستثنائية من قبل نجم الكرة الغانية كيفين برانس بواتنغ، الذي لم يتمالك أعصابه فسدد الكرة باتجاه جمهور فريق برو باتريا في إحدى مواجهات ميلان في كأس إيطاليا، حيث قام رفاقه بالإنسحاب تضامنا معه.

ماريو بالوتيلي نجم الكرة الإيطالية يعتبر اللاعب الأكثر إستهدافا من قبل الجماهير، خاصة في إيطاليا حيث أجهش بالبكاء عقب تهجم أنصار الإنتر عليه، واصفين إياه بأقبح العبارات، حين كان يحمل قميص العملاق ميلان.

ومن أصحاب البشرة السمراء، نسلط الضوء على اللاعبين البرازيلين الذين رغم ما يقدموه في عالم كرة القدم من إبداع وسحر، غير أن ذلك لم يشفع لهم، فسهام العنصرية لطالما طعنت نجوماً تركوا بصماتهم في الساحرة المستديرة.

حادثة داني ألفيس كانت العنوان الأبرز لأقوى ردة فعل عرفها المستطيل الأخضر، حيث قامت جماهير فياريال بقذفه بالموز، غير أنه تناول ذلك الموز متجاهلاً إياهم من دون أي ردة فعل سلبية من قبله.

الأسطورة روبيرتو كارلس صاحب التسديدات الصاروخية، نال نصيبه من العنصرية التي لاحقته في الملاعب الروسية عندما قامت الأخيرة برميه بالموز ووصفته بـ “القرد” وهذا ما جعل اللاعب ينسحب من المواجهة غاضباً.

سرطان العنصرية إمتد حتى إلى اللاعبين العرب والمسلمين، مستغلين ملاعب الكرة كوسيلة لتعبير عن حقدهم الدفين الذي لا يعتبر وليد الأمس، حت وان كان المستهدف نجما يصنع أمجاداً يصعب نسيانها، غير أن هذا لن يتغلب على الغريزة الحيوانية التي تسري في عروقهم.

 

ولعل اشهرها تعرض اللاعب المغربي كمال شافني لكلمات عنصرية من قبل الحكم المساعد في مباراة فريقه أوكسير أمام بريست، عندما حاول الإعتراض على قراره مطالباً إياه بمنحه خطأ، ولكن المساعد قال له: “أغرب عن وجهي يا عربي”، وهذا ما أثار غضب اللاعب الذي انتفض في وجه الحكم، وتعرض بعدها للطرد.

مواطنه الآخر نجم نادي جوفنتوس الإيطالي مهدي بن عطية، هو الآخر تعرض للإهانة في إحدى المداخلات التلفزيونية عقب مواجهة فريقه أمام تورينو، فإذا بصوت يعلو من الأستوديو يسخر من الأصول العربية.

كما لا يمكننا ان ننسا ماحدث للنجم المصري أحمد حسام الملقب بـ “ميدو” حينما كان لاعبا في ميدلسبره الإنجليزي، عندما وصف “بالإرهابي” خلال مباراة ناديه أمام نيوكاستل، بسبب إنتمائه للديانة الإسلامية بل لم يتوقفوا عند ذلك الحد وإنما طالبوه بالرحيل من بلادهم.

كل هذه الأحداث والمظاهر استوجبت تدخل أعلى هيئة في كرة القدم “الفيفا” للحد من هذه الآفة الخطيرة، التي جعلت ملاعب الكرة جحيماً لا يمكن الخروج منه، فرغم كل الإجراءات الزجرية التي أصبحت تسلط على المتسببين فيها، غير أن ترياق هذا السم القاتل لا يزال قيد الإنجاز.

ع.عليوة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق