كرة القدم الجزائرية
السيدة الكأس تختار العريس اليوم

ستتجه أنظار الجمهور الكروي الجزائري بداية من الساعة الرابعة من مساء اليوم، إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي سيشهد نهائيًا تاريخيًا لكأس الجمهورية لكرة القدم في نسخته الواحدة والخمسين بين مولودية بجاية وأمل الأربعاء، الذين بلغا المحطة الأخيرة نحو الضفر بالسيدة الكأس لأول مرّة في تاريخهم ويسعيان لكتابة تاريخ جديد. حيث يدرك البجاويون أنّ أمامهم فرصة قد لا تعوّض، إذ يكفيهم تجاوز عقبة الأربعاء لدخول التاريخ من بابه الواسع، وهوما جعلهم يستعدون لرفع التحدي والعودة إلى بجاية بالكأس رغم أن وصول الموب إلى النهائي يعتبر إنجازًا في حد ذاته. ركّز المدرب عبد القادر عمراني كثيرًا على الجانب النفسي مخاطبا أشباله قبل الحصص التدريبية بأنّ مفتاح ولوج التاريخ بأيديهم، وأصرّ على ضرورة إمتصاص الضغط واللعب الجماعي والحذر من الكرات الثابتة وكذا عدم التراخي في الدقائق الأخيرة. وعن التعداد الذي سيعتمد عليه المدرب عبد القادر عمراني في هذا النهائي، توحي كل المؤشرات بأنّه سيقحم نفس التشكيلة التي اختارها لخوض مواجهة نصف النهائي أمام وفاق سطيف، مع تغيير واحد فقط أوإثنين على مستوى وسط الميدان بعودة حمزاوي المرشّح بقوة لتدشين عودته للتشكيلة الأساسية، بعد طول غياب، نظرًا للخبرة التي يمتلكها في مثل هذه المواعيد والذي يعوّل عليه الجميع لصنع الفارق، وسيكون المهاجم فرحات الغائب الأكبر عن هذا النهائي بسبب الإصابة. من جانبهم، سيدخل أبناء الزرڤة اللقاء بهدف واحد فقط وهو تسجيل اسمهم بحروف من ذهب في سجّل المتوجين بكأس الجمهورية، خصوصًا أنّ خوض المباراة النهائية ليس متاحًا في كل المواسم وتضييع الفرصة يعني ضياع فرصة كتابة التاريخ التي قد لن تعود مجددًا، وهوما يدركه تمامًا الفايكينغ الذين وقفوا خلف زدام وزملائه رغم الهزيمة التي تكبّدوها على أرضهم أمام نصر حسين داي، والتي وترت العلاقة بين اللاعبين والأنصار الذين تجاوزوا الخيبة ويعلقون الأمل على رفع لاعبيهم للتحدي في مباراة اليوم والعودة بالتاج الغالي إلى مدينة الأربعاء. هذا ولن تكون مهمة الأمل سهلة أمام فريق أثبت قوته هذا الموسم خصوصًا بتأكد غياب اللاعب مومن المصاب الذي يضاف إلى غياب صانع الألعاب حسين حروش المعاقب، وهوما جعل المدرب محمد ميهوبي يحضّر البدائل التي يراها مناسبة وقادرة على اللعب تحت الضغط وتعويض الغائبين بأفضل صورة. كما أنّ نهائي كأس الجمهورية 2015، بين مولودية بجاية وأمل الأربعاء سيكون ذو طابع خاص باعتبار أنّه سيجمع بين فريقين يشرف عليهما مدربان محليان هما عبد القادرعمراني ومحمد ميهوبي على التوالي، وفضلًا عن ذلك فهما يمثّلان رمزًا لذلك الجيل من الفنيين الجزائريين الذين ما يزالون في رحلة البحث عن مكانة لهما في عالم الكرة، وهوالأمر الذي حيّاه جميع المدربين المحليين الذين يرون في هذا النهائي فرصة لـ”رد الاعتبار” للمدرب المحلي، الذي عانى في المنافسة الوطنية حيث دائمًا ما توجّه إليه أصابع الإتهام في كل تعثّر ليخسر بذلك المعركة الفاصلة بينه وبين المدرب الأجنبي الذي يحظى باهتمام أكبر من رؤساء الأندية. وبغض النظر عن هوية الفائز والمتوّج في صراع اليوم، فإنّ الأكيد أنّ سجل المتوجين بكأس الجمهورية سيستقبل إسم ضيف جديد على إعتبار أنّ كلًا من فريقي مولودية بجاية وأمل الأربعاء يبلغان نهائي السيدة كأس الجمهورية لأول مرّة في تاريخهما، والتتويج سيكون تاريخيًا للفريق المتوّج وأنصاره. وإلتقى الموب والزرڤة في ست مواجهات، مرتين لمّا كانا ينشطان في الرابطة المحترفة الثانية وأربع مرّات في الرابطة المحترفة الأولى، وبالعودة إلى نتائج هذه اللقاءات، فاز البجاوية في أربع مناسبات مقابل فوزين لأبناء الأربعاء، وقد سجّل أبناء يمّا ڤورايا سبعة أهداف، ولم يسجّل عليه زملاء حروش سوى هدفين.