بطولات عالمية

تشيلسي من أجل الثأر و توتينهام من أجل التعويض

يلتقي تشيلسي بجاره توتنهام على الملعب التاريخي “ويمبلي” في نهائي كأس رابطة المحترفين لعام 2014. ويملك البلوز في خزائنهم 4 نسخ من هذه البطولة، تعود أخرها إلى عام 2007، وحققها على حساب جاره اللندني ارسنال، ويملك توتنهام نفس العدد من نسخ هذه البطولة، وللمصادفة فإن آخرها تعود إلى عام 2008، عندما هزم تشلسي 2-1، ليكون لقاء اليوم بمثابة الثأر للبلوز. كما أنّ جوزي مورينيو متشوّق للألقاب فهو منذ فوزه بلقب الدوري 2012 مع ريال مدريد وحمله لقب السوبر الإسبانية بعدها، لم يفز بأي لقب مهم، مما يجعله اليوم باحثاً عن أول إنجاز حقيقي له بعد 3 سنوات، وهذا أمر غريب على السبيشال وان. ولعل وصف جوزي للقاء اليوم بأنّه أهم من نهائي دوري الأبطال بالنسبة له ليس خاطئًا فهو عائد لتعلقه بالمستقبل فإنجازات وبريق أي مدرب يعتمدان على مواصلة النجاح وغياب الإنجازات يحوله لمجرد اسم من الأسماء في قائمة الشرف الذين لم تستطعوا مواصلة النجاح. وبالتالي فلقاء اليوم بالنسبة لجوزي مورينيو هو لقاء نفض الغبار عن اسمه وفتح صفحة جديدة من الألقاب ليؤكد أن رومان أبراموفيتش لم يكن مخطئًا بتعيينه من جديد. عناصر كثيرة تجعل تشيلسي في موقف الأفضلية في لقاء اليوم فتوتنهام يعود مرهق ذهنيًا وبدنيًا بعد الخسارة ضد فيورنتينا في الدوري الأوروبي فهو أضاع لقبًا كان ضمن خطط النادي المضي بعيدًا فيه، لعل وعسى حمل لقبه ليتأهل مباشرة إلى دوري الأبطال. كما أن توتنهام مشتت من حيث التركيز والاستعداد لتشيلسي فهو لم يتدرب حتى عاد من فلورنسا في حين أن رجال جوزي مورينيو استعدوا جيدًا لهذه المواجهة فقد امتلكوا أسبوعًا كاملًا من أجل التخطيط لمواجهة جارهم. لكن دون أن نهمل الفتى الذهبي الجديد هاري كين الذي هزم فرقًا كبيرة لوحده حيث أطاح بتشلسي ثم ارسنال و يستطيبع أن يخلق إزعاجًا لأي دفاع كان. في لقاء فوز توتنهام 5-3 في بطولة الدوري أثبت الفريق الأبيض قدرته على الاستفادة من نقاط ضعف خصمه فأظهر دفاع تشلسي ضعيفًا وتلقى مورينيو لأول مرة 5 أهداف منذ سقوطه الشهير في الكلاسيكو أمام برشلونة. انتصار توتنهام المثير آنذاك، كشف عن عيوب البلوز في مواجهة المهارات الفردية، وعدم قدرتهم على غلق المساحات في منطقتي الدفاع والوسط في آن واحد، فكانت منطقة تغلق وأخرى يتم فتحها بشكل خطير. ويبدو غياب ماتيتش عنصرًا إيجابيًا لصالح توتنهام فهو العقل المدرب واللاعب التكتيكي الأمر الذي يزيد من صعوبة الاختبار على تشيلسي الذي إن لم يعرف كيف يتعامل مع مهارات خصمه وقدرات سفاحه هاري كين داخل منطقة الجزاء والمواهب الأخرى التي يقودها إريكسن من خارج المنطقة فهو مرشح بالتأكيد للخسارة من جديد. ومما يزيد من مشاكل تشيلسي، أن التقارير كلها تؤكد عدم جاهزية ميكيل للمواجهة مما يضع مورينيو في مشكلة اللعب بلا توازن لأن راميريس وسيسك لن يعطيا البعد الدفاعي المطلوب وهذا اختبار لقدرات البرتغالي على الإبداع بشكل مختلف. كما أنّ بطولة كأس رابطة المحترفين هي بطولة تحمل تناقضات كبيرة فهي تبدو غير مهمة لكن إذا مضى الفريق فيها إلى أدوار بعيدة مثل نصف النهائي تصبح غاية في الأهمية والخسارة فيها تكون مكلفة لكن لو خرج الفريق مبكرًا فلن تكون هناك مشكلة خصوصًا فيما يتعلق بالكبار الذين يرون فيها بطولة درجة رابعة بعد دوري أبطال أوروبا والدوري و كاس الاتحاد. هذا التناقض يضرب اليوم جوزي مورينيو ونظيره الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، فهم إن فازوا سيعتبر لهم لقبًا ولكن بتحفظ وتبقى البطولات الأخرى أكثر أهمية وإن خسروا ستكون مشكلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق