الحــــدث

الجزائريون استقبلوا توفيق مخلوفي استقبال الأبطال

استقبل أول أمس العداء الأولمبي الجزائري توفيق مخلوفي بمطار هواري بومدين الدولي، استقبال الأبطال، بعد إهدائه الجزائر والعرب الميدالية الذهبية في سباق 1500م للألعاب الأولمبية 2012 التي اختتمت سهرة الأحد الماضي بلندن.
توفيق مخلوفي توّج بطلا أولمبيا في مسافة 1500 متر، بتحقيقه في النهائي بلندن وقت قدره 3 د و 34 ث
و100/08 .وتقدم على الأمريكي ليونيل مانزانو في المرتبة الثانية بـ3 د و 34 ث و 100/79 وعلى المغربي عبد العاطي إيغيدار في المربتة الثالثة بـ 3 د و 35 ث و 100/13.
الهاشمي جيار في مقدمة المستقبلين
كان في استقبال البطل الجزائري مخلوفي، وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار ووالديه ورجال الإعلام العرب والأجانب، وكذا جمع غفير من الشباب والأطفال حاملين للعلم الوطني ومرددين شعارات وهتافات تمجّد التتويج الذي عاد به إبن الجزائر من بلاد الضباب لندن.
لحظة وصوله إلى مطار هواري بومدين
توفيق مخلوفي: “أهدي ذهبيتي إلى الشعب الجزائري”
لدى وصوله إلى أرض الوطن، صرّح البطل الأولمبي أن الفوز الغالي ماكان ليعلي علم الجزائر ويرفرف في سماء لندن وإسماع النشيد الوطني للقاصي والداني من المتفرجين الأجانب، لولا مثابرته واجتهاده لأكثر من سبعة أشهر. “أهدي هذه الميدالية إلى الشعب الجزائري الذي احتفل بالذكرى الـ50 لاسترجاع السيادة الوطنية”.
وأضاف إبن مدينة سوق أهراس والدموع، تنهمر من عينيه وبصوت باهث يخفي الكثير عن حبه لوطنه الجزائر وكذا الجماهير الغفيرة التي جاءت من كل حدب وصوب لتحييه وتشكره على إنجازه الباهر: “هذا أغلى ما يمكن أن أهديه لوطني الذي ضحى من أجله الشهداء وكذا للعرب كلهم”.
غادر المطار وسط جموع غفيرة
بعدها غادر مخلوفي الذي كان على متن سيارة فخمة مكشوفة، المطار أمام الصعوبات الجمة التي واجهها رجال الأمن في إفساح الطريق والمسلك المؤدي إلى وسط الجزائر العاصمة.
سيارة البطل الأولمبي تصدرت كوكبة من المركبات
تصدرت سيارة البطل الأولمبي، كوكبة من المركبات الأخرى انطلقت من مطار هواري بومدين، وهي تطلق العنان لأبواقها فرحا بصاحب ميدالية 1500م في أولمبياد لندن مرورا بباب الزوار والطريق المواجه للبحر المؤدي إلى الجزائر العاصمة حتى ساحة الشهداء.
مخلوفي طاف أهم شوارع العاصمة
كانت لمخلوفي جولة شرفية بالشوارع الكبيرة للجزائر العاصمة بدءا بساحة الشهداء وساحة بور سعيد (السكوار) والبريد المركزي وديدوش مراد ثم  حسيبة بن بوعلي وأخيرا ساحة أول ماي وفي كل مرة كان يقف برهة بالسيارة التي كان يرافقه بداخلها والديه ليتبادل أطراف الحديث مع عشرات المواطنين ويلتقط صورا معهم ويجري حوارات مع الصحفيين.
قالوا عن توفيق مخلوفي
وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار: “مخلوفي مثال حي ينبغي على الجزائريين الاقتداء به”
كان وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، قد أشاد بمطار هواري بومدين عند استقباله للبطل الأولمبي، بهذا العداء الفذ الذي قدم للجزائر وشعبها هديه لا تقدر بثمن، مؤكدا أنه مثال ينبغي على رياضة النخبة الاقتداء به، كما أن هذا الإنجاز رسالة واضحة للعمل الدؤوب والاجتهاد المتواصل الذي كلل بالنجاح (…) وعلى  الرياضيين الآخرين انتهاجه لتشريف بلدهم”.       
نورية بنيدة البطلة الأولمبية بسيدني سنة 2000: “مخلوفي مثّل الجزائر والعرب أحسن تمثيل في لندن”
عبّرت البطلة الأولمبية ( 1500م) بسيدني سنة 2000، نورية بنيدة مراح التي كانت من ضمن الوفد الأخير بلندن الذي حل بأرض الوطن، عن فخرها وفخر الجزائر بالإنجاز الذي حققه مخلوفي 12 سنة بعد ميدالية حسيبة بولمرقة ونورالدين مورسلي بسيدني. “هذه مفخرة لألعاب القوى الجزائرية، أشكر جزيل الشكر مخلوفي الذي مثّل الجزائر والعرب أحسن تمثيل في الوقت الذي عادت فيه الرياضات الأخرى خاوية الوفاض”، مشيرة إلى أن الجزائر حصدت أربع ميداليات أولمبية في ملكة السباقات 1500 م منذ بدء الاولمبياد”.
حسيبة بولمرقة البطلة الأولمبية ببرشلونة 1992: “هذا الإنجاز تاريخي”
أهنئ توفيق مخلوفي على هذا الإنجاز التاريخي، وما قام به في لندن هو أكثر بكثير مما يقوم به سفراؤنا الموجودون في دول العالم، ومخلوفي يذكّرني بعمار براهيمية الذي اكتشفه وأتى به من سوق أهراس إلى العاصمة وتولي شؤونه خلال ثلاث سنوات إلى أن اختار المدرب الصومالي جمعة، وقولي هذا يؤدي به إلى طرح قضية وهي أن الذين يعملون في الميدان مثل براهيمية يهمشون ويأتون بأناس آخرين يتولون زمام الأمور ويفتقدون للكفاءة، وأنا أهنىء ثانية مخلوفي بفوزه بـ 1500م لأنها اختصاصي وباتت اليوم اختصاصا جزائريا خالصا. وختمت إبنت مدينة قسنطينة قولها” فوز مخلوفي لا يعني أن ألعاب القوى في الجزائر بعافية، ولا يجب على أي مسؤول رياضي حالي أن يستغل نجاح مخلوفي، لأنه بكل صراحة نجاح شخصي لا يعكس واقع سياسة الوزير جيار، وهنا أقول أين أنتم يا مسؤولين، فبلادنا تزخر بطاقات كبيرة، لا تنتظر سوى الاهتمام والصقل، ومخلوفي ما هو إلا عينة من هذه الطاقات التي صنعت الذهب بعد تهميشها بالأمس القريب”.
والد توفيق مخلوفي عمي يونس:”يوم تتويج ابني أشبه بيوم الاستقلال”
شبّه والد البطل الأولمبي توفيق مخلوفي عمي يونس، أن لحظة تتويج ابنه بالميدالية الذهبية لسباق الـ1500 متر أشبه إلى حد كبير باليوم التاريخي الذي خرج فيه جميع الجزائريين في الخامس من شهر جويلية عام 1962 احتفالا باستقلال الجزائر. وأضاف يقول والد توفيق مخلوفي الذي رافقه خلال طوافه لأهم شوارع العاصمة أول أمس “أنها لحظات تاريخية، لحظات يصعب التعبير عنها، لحظات لا تنسى من ذاكرة الجزائريين، وكيف تنسى من ذاكرتي، لقد حول ابني توفيق الحلم إلى حقيقة، وبفضله سمع ملايير سكان المعمورة النشيد الوطني الجزائري في أولمبياد لندن، وبفضل ابني توفيق رد الاعتبار لمن حاول الإساءة إلى نشيدنا الوطني العزيز”.
وختم والد توفيق مخلوفي كلامه بقوله
“أشكر كل من قدم إلى استقبال ابني توفيق، وأشكر السلطات العليا في الجزائر لهذا الاحتفال الذي حضي به ابني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل عن مدى اهتمام الجزائر بأبنائها الأبطال، وأملي كبير أن يكون تتويج ابني توفيق بذهبية أولمبياد لندن، فاتحة خير لإنجازات أخرى لأبطال جزائريين في المحافل الدولية الكبيرة”.
مسيرة توفيق مخلوفي نحو الذهبية الغالية
توفيق مخلوفي من مواليد 29 أفريل 1988، بمدينة سوق أهراس، عداء جزائري، أحرز ذهبية سباق 1500 متر ضمن مسابقة ألعاب القوى في أولمبياد لندن سنة 2012، وهو أيضا صاحب الميدالية الذهبية في سباق 800 متر في البطولة الإفريقية 2012 وذهبية أخرى في دورة الألعاب الإفريقية 2011.
مثّل توفيق مخلوفي الجزائر مرتين في بطولة العالم لألعاب القوى، أفضل توقيت له هو 1:43.88 دقيقة في 800 متر و 3:30.80 دقيقة في مسابقة 1500 متر.
في 5 أوت الماضي تأهل إلى نهائي سباق 1500م واحتل المركز الأول بتوقيت (3 د و42 ث و24 /100). شارك توفيق مخلوفي في اليوم الموالي في تصفيات 800 متر بالملعب الأولمبي بلندن، وانطلق مخلوفي لكنه تراجع بسرعة إلى المركز الأخير قبل أن ينسحب بعد اقل من 150 م عن خط الانطلاق، لكن اللجنة الأولمبية قدمت قرارا مبدئيا باستبعاده من منافسة 1500 متر بتهمة عدم بذل الجهد الكافي في تصفيات سباق 800 م، وأجرى فحوصات معمقة التي أظهرت إصابة بالركبة. فتراجعت اللجنة وسمحت له بالعودة للتنافس.
وفي 7 أوت 2012، أحرز توفيق مخلوفي المركز الأول في نهائي سباق 1500 متر مسجلا 08ر34ر3د، محققا بذلك أول ذهبية عربية في أولمبياد لندن، وأول ميدالية ذهبية للجزائر منذ أولمبياد سيدني 2000. ولحقه في السباق ليونيل مانثانو بفضية بتوقيت 79ر34ر3 د، والمغربي عبد العاطي إيجيدر ثالثا بتوقيت 13ر35ر3 د.

  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق