لاعبوها يتكلمون عن الكرة أكثر من حديثهم عنها.. عند كل حدث كروي هام، صرنا لا نشاهد كرة قدم، بل نسمع كلاما عن التحكيم والعنف والأرضية والتحيز وسوء التحضير والبرمجة و المؤامرات والبيع والشراء و و و.. لكن، ومع ذلك، فإنني أعترف أنه ليس من السهل على أي متابع للشأن الكروي الجزائري أن يمرّ مرور الكرام على قضية إبعاد حارس المولودية العاصمية محمد الأمين زماموش من منتخب المحليين.. أنصار العميد يقولون أن سبب الإبعاد ليس رياضيا.. مرده الحملة المغرضة التي تشنها أطراف معروفة بكرهها للعميد، تسعى بكل الطرق والوسائل لحرمان الفريق من تحقيق أهدافه هذا الموسم، البطولة والكأس.. الدليل – حسب الأنصار- هو ما حدث في لقاء الكأس أمام شباب باتنة، من تحيز حكم اللقاء بوهني لأصحاب الأرض.. رئيس الفرع في المولودية عمر غريب استشهد بصور التلفزيون الجزائري ليفتح النار على الحكم، مصرحا: في الجزائر حكام أسوأ من كوفي كودجيا.. زماموش اتُهم من طرف الطاقم الفني للمحليين بإساءة التصرف مع الحكم في تصريحات صحفية.. سبب كان كافيا لإبعاد زيما ببرودة قل نظيرها.. وحتى وإن حاول البعض التقليل من القرار، كالقول أنه إبعاد مؤقت، إلا أن الضربة قاسية في الحقيقة على المولودية.. المولودية تخسر آخر ورقة لها مع منتخب المحليين في ظرف وجيز.. البداية كانت مع بوشامة، بوقش، دراق، بابوش وكودري.. أنصار العميد يقولون أن بوهني هو من أبعد حارسهم المدلل من المنتخب، بعد أن حرمهم –حسبهم- من التأهل إلى الدور القادم.. عقوبة مزدوجة أم لا، فذلك من اختصاص لجنة التحكيم، ومراقب الحكم الذي تابع المباراة ودوّن تقريره، وأعطى نقطة لبوهني.. نقطة قيل لنا أمس أنها أقل من عشرة وأكثر من ستة.. جميل أن نعاقب اللاعبين والحراس والمدربين والرؤساء وحتى الأنصار والملاعب.. لكن الأجمل هو أن تطال عقوباتنا أطرافا أخرى في المعادلة.. بن شيخة مدرب قدير برهن على حنكته قبل اليوم، هو أدرى بما يفعل، وليس في حاجة لدروس بهذا الشأن.. المولودية متمسكة بالبطولة.. شباب باتنة سيستقبل القبائل في نصف نهائي الكأس.. زماموش ما يزال شابا في بداية الطريق.. المستقبل أمامه.. وبوهني كذلك.. أمامه.. كرتنا صارت تتقاذفها الألسنة وليس الأرجل.. وللحديث بقية.
