الأرشيف

فضيحة الديكة المفبركة !

عمّت فرحة كبيرة بعض أرجاء المعمورة، لكن ليس كل المعمورة.. فرنسا وحدها لم تفرح مع الجزائر التي فازت بانضمام أسماء جديدة لا يستهان بها، إلى منتخبها الأول، لسبب واضح، هو أن فرنسا لم تكن قد وضعتهم في مفكرتها عندما صاروا من فئة الأكابر، ربما لأنها استصغرتهم، وتلك مشكلتها الكبرى، أو أنها لم تضع في حسبانها احتمال بروز تلك الأسماء مستقبلا مع منتخب بلد آخر.. نعم، فافا، قامير، العكري، أو فرنسا، حسدتنا فيهم.. حقد فرنسا دفع بأحد صحفيي هذا البلد إلى استفسار الشيخ سعدان عن سبب حضوره إلى بارك ديبرانس قبل أسبوعين من الآن، فردّ عليه الشيخ بأنه جاء لمعاينة اللاعب الفلاني، وهنا، ما كان من هذا الإعلامي إلا أن اتصل فورا باتحادية بلده وقصّ عليهم الحكاية.. من يومها، والحرب الإعلامية الفرنسية معلنة ضد كل ما هو رياضي جزائري.. قبل أن تتحول إلى حرب إعلامية فرنسية رياضية ضد كل ما هو مسلم.. الدليل هو قضية الفضيحة التي كشفتها قناة أم 6 منذ يومين، حول ما قيل أنه حدث بملهى ليلي، وتورّط أربعة لاعبين من منتخب الديكة: بن زيمة، بن عرفة، ريبيري وغوفو.. لست أدري إن كان الأمر مجرد صدفة أم أنه مفتعل، لكن الأسماء الأربعة تدين بالإسلام.. قد يقول أحدكم أن المسلم الحقيقي عليه اجتناب تلك الأماكن، لكنني أقول أنه ليس من الهيّن أن تكون مسلما وتلعب لمنتخب بحجم فرنسا، أكيد أن لذلك تبعات، خاصة إذا كانت فافا لا تفرّق بين المسلم المتدين والمسلم غير المتدين الذي يرتاد مقهى الزمان.. لا داعي لتذكيركم بأن منتخب فرنسا لسنوات الثمانينيات تكوّن من لاعبين أصولهم غير فرنسية: فرننداس إسباني، بلاتيني إيطالي، تريزور سينغالي، تيغانا أيضا.. وأرجو أن تعفوني من الحديث ها هنا عن منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 1998، لأنني سأستعين بالمجهر الالكتروني حتى أعثر عن لاعب واحد من أصل فرنسي: بيريز برتغالي، تريزيغي أرجنتيني، فييرا من الرأس الأخضر، دوسايي غاني، والبقية أيضا افارقة: تورام، ولتورد، هنري، دون أن ننسى  زين الدين زيدان، الذي يركّز إعلام فافا على جنسيته الفرنسية كلما أبدع وفاز مع الديوك، ويلمّح إلى أصوله الجزائرية كلما حدث العكس.. متى تتخلى فرنسا عن عقدتها التاريخية، أتساءل أنا.. لماذا تحلّ فرنسا لنفسها ما تحرّمه علينا.. تلك هي فضيحة الديكة المفبركة الحقيقية.. وللحديث بقية.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق