الحــــدثبطولات عالمية

ثورة المال الصينية تسيطرعلى الكرة العالمية

عندما تسيطر الأموال على عقول اللاعبين، ويصبح النجوم همهم الوحيد هو الثراء، حتى ولو تطلب الأمر السفر إلى أقصى بقاع الكرة الأرضية.

 

هو الدوري الصيني الذي أصبح يستقطب نجوم كرة القدم العالمية بفضل الأموال الضخمة التي تدرها الأندية المحلية في جيوب اللاعبين والمدربين.

وذلك في ظل البحبوحة المالية التي يعرفها الإقصاد الصيني مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج التي تضررت من الأزمة المالية العالمية.

وفي البداية كانت الصين الوجهة الأولى للمقبلين على إنهاء مسيرتهم الكروية قبل أن تتحول إلى قبلة للنجوم، على غرار الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي كان لا يزال في أوج عطائه الكروي واختار الإنتقال إلى الصين بفضل الأموال الضخمة التي منحها إياه نادي شانغهاي.

والذي جعل منه اللاعب الأعلى دخلاً في العالم مقارنةً بنجوم كبار في صورة ليونال ميسي ونيمار داسيلفا، والذي كان يتقاضى مايقارب 38 مليون أورو سنوياً.

غير أنه لم يعمر طويلاً في الأراضي الصينية، فحمل حقائبه عائدا نحو بلده الأرجنتين بعد موسم واحد فقط ليمضي مع نادي بوكا جينيور.

ومن الأرجنتين ننتقل إلى بلد كرة القدم الثاني البرازيل، الذي أصبح المصدّر الأول للاعبين إلى بلاد الميار ونصف المليار نسمة.

وبين بينهم أيقونة نادي تشيلسي الإنجليزي أوسكار دوسسانتوس الذي لمع بريقه في بلاد الضباب مع فريق لندني صنع له مجدا في رابطة الأبطال الأوروبية بعدما قاده إلى التتويج بها في سنة 2012.

ورغم صغر سنه والعروض الكثيرة التي وصلته من القارة العجوز إلا أنه اختار الوجهة الصينية التي كانت الأقوى من الناحية المادية، حيث بلغت صفقة إنتقاله في شتاء 2017 حوالي 71 مليون أورو.

كذلك اختار برازيليون الآخرون كهالك وراميريس وباتو “السوبر ليغا”، مفضلين الإبتعاد عن الأضواء مقابل جني الأموال، بينما حافظ مواطنهما باولينيو على مستواه الفني رغم مروره على الدوري الصيني مما أتاح له فرصة العودة إلى أوروبا من بوابة برشلونة الذي يتألق معه هذا الموسم.

هذه الوجهة لم تقتصر على الأمريكيين والأروبيين فقط، بل حتى نجوم القارة السمراء كان لهم نصيب منها على غرار فريديك عمر كانوتي الذي انتقل من اشبيلية إلى نادي بيكين كأول لاعب إفريقي يطأ الأراضي الصينية سنة 2012 بصفقة انتقال حر بلغت مليوني أورو.

 

فاتحا الباب لمواطنه الآخر سيدو كايتا وسط ميدان نادي برشلونة، الذي إلتحق بداليان أربين بصفقة قدرت بـ 14 مليون أورو سنة 2014، إضافة إلى أسماء أخرى كبيرة في صورة الإيفواري جيرفينيو، ومواطنه ديديه دروغبا.

وانتقلت حمى الدوري الصيني من اللاعبين إلى المدربين الذين لطالما كانت لهم بصمات في عالم الساحرة المستديرة.

يتقدمهم عميد المدربين العالميين مارتشيلو ليبي المتوج بكأس العالم سنة 2006 رفقة المنتخب الإيطالي، الذي إنتقل إلى نادي غوانزهو لينتهي به المطاف على رأس العارضة الفنية للمنتخب الصيني أين أصبح يتقاضى 18 مليون أورو سنوياً كأعلى المدربين دخلاً في العالم، بالإضافة إلى مواطنه فابيو كانافارو الذي أنهى مسيرته كلاعب هناك ليتحول إلى مهنة التدريب من بوابة غوانزهو.

فيليبي سكولاري هو الآخر إختار بلاد الجنس الأصفر بعد تجربة فاشلة مع منتخب السامبا في منديال البرازيل سنة 2014، متوليا العارضة الفنية لغوانزهو الذي توج معه بكأس الصين سنة 2017، وكذلك الشيلي إيمانوال بيليغريني الذي حط الرحال بنادي فورتونا هايبين بعد تجارب قوية مع كبار القارة العجوز في صورة ريال مدريد ومانشستر سيتي.

الصينيون لم يتوقفوا عند هذا الحد بل استهدفوا نجوم الدرجة الأولى على غرار الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي الذي رفض عرضاً فلكياً من نادي هايبي تشاينا والمقدر بـ 500 مليون أورو، بالإضافة إلى أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو الذي استفسر مدربه السابق في المنتخب البرتغالي فيليبي سكولاري عن الأجواء في الصين عله يلتحق به يوما ما، ومن جانب آخر لايزال قائد برشلونة أندريس أنييستا بصدد التفكير في العرض الكبير الذي تلقاه من الصين، وسيحدد مستقبله نهاية أفريل المقبل.

هذه الظاهرة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات حول مصدر هذه الأموال الضخمة التي تصرفها الأندية الصينية، إلى درجة أن البعض اتهمهم بتبييض الأموال وآخرون دعوا الفيفا للتحقيق في الموضوع بينما برر الصينيون أن تطورهم في مجال الصناعة يجب أن يتماشى مع تحسن مستوى الكرة  في بلادهم من خلال استقطاب النجوم لرفع  نسبة المتابعة من قبل عشاق الساحرة المستديرة للترويج لمنتجاتهم.

ع.عليوة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق