وسياسية في العالم منذ عقود طويلة.. يقال الكثير عن منتخب هذا البلد.. ومما يقال هناك نجد الغثّ والسمين.. لقد سمعنا أن الكرة في الولايات المتحدة الأمريكية غير محبوبة من طرف أبناء هذا البلد.. وأن أمريكا منتخبها مغمور.. وأن الهوكي والبيسبول والباسكت بول هي الرياضات الأكثر شعبية في أمريكا.. وأن لا مكانة لكرة القدم وسط كل تلك الرياضات.. وأن الجزائر ستمر غبّار على بلاد أوباما في مونديال منديلا.. وأن (اليونكي) يتبوّلون الآن في سراويلهم خوفا من محاربي الصحراء.. وأن وأن وأن.. هل علم من يروّج لمثل هذه الأفكار أن الولايات المتحدة تأتى في المركز الثالث أو الرابع عالميا من حيث المساحة، وتحتل المرتبة الثالثة من حيث الكثافة السكانية، وتتميز بأنها واحدة من أكثر دول العالم تنوعا من حيث العرق والثقافة، وذلك نتيجة الهجرة الكبيرة إليها من بلدان مختلفة.. ما يعني أن الأذواق متباينة بهذا البلد، وحب وكره الكرة يخضع لأمزجة الأمريكيين.. هل علم من يروّج لتلك المعلومات أن الاتحاد الأمريكي لكرة القدم عريق وقديم، تأسس سنة 1913، وانضم إلى الفيفا في العام نفسه، وأن أول مباراة دولية كانت ضد كندا في العام 1885.. وماذا سيقول هؤلاء إذا ما علموا أن بحوزة المارينز ثماني مشاركات مونديالية مع نتائج جدّ مرضية، وتعدّ المشاركة القادمة هي التاسعة لهذا المنتخب في نهائيات كأس العالم، وأن مشاركة أمريكا بقيت منتظمة منذ مونديال ايطاليا..منتخب أمريكا يا ناس يستعد للمونديال القادم بمباراتين أمام تشيكيا وتركيا، بقيادة المدرب بوب برادلي، والنجم لاندون دونافان، الذي يقول أنه يمتلك معلومات عن المنتخب الجزائري، وأن أمريكا هي الأفضل على الورق.. صحيح حدث تخوف كبير سنة 1994 في المخاطرة بتنظيم مونديال أمريكا، من عدم إقبال الجماهير على الملاعب، غير أن التخوف لم يكن صادقا إلى أبعد حدّ.. ويومها تأهلت أمريكا للدور الثاني.. قد يتساءل البعض: لماذا لا تسكن الكرة قلوب الأمريكان مثل رياضات أخرى.. الجواب: أبناء الكوبوي شعب هواوي وزهواني، يعشق المتعة والفرجة وكثرة الأهداف، مثلما هو الأمر في رياضات أخرى.. الدليل: أكبر خسارة تعرض لها الأمريكان هي (0 – 11) أمام النرويج سنة 1948.. وأكبر فوز هو (8-0) أمام باربيدوس سنة 2008.. فهل بعد كل هذا نجرأ على احتقار أمريكا بالعين.. وللحديث بقية.
