الأرشيف

ارحموا عزيز عرب..!

 العربية جدا جدا.. لكنني وجدتني مضطرا لفعل ذلك مجددا، تحت ضغط الأخبار الطارئة.. خبر جديد تناقلته بعض وسائل الإعلام منذ يومين بشكل متباين.. تأجيل اجتماع لجنة الاستماع التابعة للفيفا، بخصوص قضية أحداث القاهرة، الهدف واضح وجلي، استدراج الجزائر رويدا رويدا لتخفيف العقوبات المحتملة على مصر.. ملف الجزائر قوي، وملف مصر ضعيف بزاف بزاف.. أسموها أحداث أم درمان.. وسميناها أحداث القاهرة.. وبين أم درمان والقاهرة سمعنا وقرأنا وشاهدنا الكلام الكثير.. بعد الاعتداءات على الأنصار الجزائريين في القاهرة عقب لقاء الأشقاء نفى المصريون ما حدث واتهمونا بالمزايدة.. بعد تهجم بعض الأنصار المصريين المشحونون فوق اللزوم على حافلة الخضر بالقاهرة فنّد الفراعنة ما وقع، وقالوا أنتم تبالغون.. حملة إعلامية شعواء شنها إعلاميو الفتنة ضد كل ما هو جزائري بعدها، حرب لم يسلم منها التاريخ والجغرافيا.. صدمنا يومها، ولم نفهم السر في قدرة بعض الناس على التحول في المواقف والآراء، والتفنن في الانقلاب والتبدل والانتقال من النقيض إلى  النقيض.. لقد طالبونا بداية بالاعتذار، ثم نصحونا بالاعتراف بجرم لم نرتكبه، إلى أن رموا على الساحة بحكاية جديدة لم نكن ننتظرها.. قالوا، وليتهم ما قالوا، أنهم دعاة صلح وتهدئة وهدنة وسلم وأمن وحب.. تعجبنا عندها لكننا قلنا أن من يصنع سيناريوهات أفلام ومسرحيات ومسلسلات على شاكلة: بحبك، الخميس الجاي، مش ممكن، البش مهندس، العزبة، الصرايا، ورقّصني يا جدع، بإمكانه أن يصنع العجب العجاب، في الخيال طبعا.. بما في ذلك محاولة رئيس الفيفا بلاتير استغلال ملف أحداث القاهرة لأغراض انتخابية حتى يزيح عن طريقه القطري بن همام.. تحدث المصريون عن ملف اعتذارهم للجزائريين، لكننا لم نتكلم لحدّ الآن عن موقفنا كجزائريين من هذا الملف.. هل نقبله أم لا نقبله.. نتصالح مع المصريين أم لا نتصالح.. كل ما في الأمر هو مجرد تخمينات إعلامية لقبول رئيس الفدرالية الجزائرية لمبادرة الصلح المزعومة، مع نظيره سمير زاهر، لكن مقابل اشتراطه لاعتذار رسمي واضح من الاتحاد المصري عن أحداث القاهرة، وتلك سمة الجزائريين، الصفح عند المقدرة، خاصة أمام حالة عزيز ذلّ، يستجدي الرحمة.. كنا نستعد لغلق الملف ونسيان القضية، قبل أن نسمع بما سمعناه أمس.. ويبقى الأهم في كل ذلك أن دم أحفاد الشهداء الذين رجموهم بالحجارة بالقرب من مطار القاهرة، نما سال ليطهر المكان من دنس أحفاد الـ .. وللحديث بقية.                    

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق