الجمهورية مساء أمس، ففرح من فرح وحزن من حزن.. أفراح وأحزان، تميز الشارع الرياضي في الجزائر، لكنها لا تقسّمه، تصنعه نعم، بيد أنها أبدا لا تفرّقه.. هي آمال وآلام تبدأ وتنطلق، معلنة عن ميلادها في الأفق البعيد.. يوم أمس سيبقى راسخا في الأذهان وعبر صفحات كتاب التاريخ الذي لا ينمحي، يوم لا يحول ولا يزول بزوال الأيام، طال الزمن أم قصر.. أفراح وأحزان يوم أمس ترسم خريطة الكرة المستديرة في الجزائر كلها، وليس في شرق البلاد فقط.. الشرق مثل الوسط، لا يختلفان عن الغرب والجنوب، كل شبر على تراب بلادي جزائري، لا يفرق بينهم شيء.. يوم أمس عاشت العاصمة عرسا كرويا بهيجا، صنع أجواءه فريقان عريقان من البطولة الجزائرية.. شباب باتنة ووفاق سطيف.. فريقان لا يحتاج أي منهما لأي تعريف.. هما أشهر من نار على علم.. لقد تشرف الفريقان بالمشاركة في منافسة وطنية هامة، يحسدان عليها.. نهائي كأس الجمهورية.. هي المنافسة الوحيدة، حسب علمي، التي يخرج منها الفائز مثل المنهزم.. كلاهما فائز في النهاية، حتى وإن أذرف بعد اللقاء دمعة أو دمعتين، فإن وصوله إلى ذلك المكان فيه أكثر من معنى.. كلمة واحدة أقولها لممثلي شباب باتنة: في أعيننا أنتم أبطال.. وللحديث بقية.
