الصوربطولات عالمية

كوالياريلا ..قصة نجم عانده الحظ في مشواره الكروي

لا يزال الهدف الرائع الي سجله كوالياريلا في شباك نابولي بالكعب الأسبوع الماضي الحدث في إيطاليا.

لا يزال الهدف الرائع الي سجله كوالياريلا في شباك نابولي بالكعب الأسبوع الماضي الحدث في إيطاليا.

وبالمناسبة إرتأينا إلى سرد قصة مثيرة عن هذا النجم الإيطالي الذي عانده الحظ في مشواره الكروي بسبب شرطي مخادع.

فابيو كوالياريلا ابن لقرية صغيرة في نابولي، بدأ مسيرته مع نادي تورينو في سنة 2000، لكنه مشجع وفي لنادي نابولي مثله مثل عائلته والقرية التي يقطن فيها.. وكان حلمه الأول حمل ألوان نابولي، وهو ما تحقق له فعلاً لكنه سرعان ما تحول إلى كابوس ..

كوالياريلا كان ينتقل معارًا من فريق لآخر حتى فجّر موهبته في أودينيزي واشتراه نابولي سنة 2009 بعدما تجاوز الـ 26 عاما.. هذا الانتقال كان يعني له الكثير ولعائلته وقريته ولجمهور نابولي عموماً.. فالجميع كان يتمنى رؤية كواليريلا بقميص ناديه المفضل.

كل شيء كان يبدو جميلاً حينها، “كواليا” في قمة السعادة والجمهور يتغنى به وقريته لا حديث لها سوى ابنها “النابوليتانو” المتعصب الذي سيقود الفريق لمواسم طويلة، لكن كل شيء اختلف حين واجهت اللاعب مشكلة بسيطة مع الرمز السري في شبكة الانترنت ..

كوالياريلا كان له صديق يمتلك محل هواتف صغير في قريته وساعده في حلِّ مشكلته بمشاركة شرطي متخصص في الأمن الإلكتروني وتبدأ علاقة “فابيو” السطحية بالشرطي ويبدأ معه الكابوس.

وحينها أصبح كوالياريلا يستقبل رسائل غريبة جداً ومخيفة على هاتفه النقال، وعلى الإيميل وحتى في بريد منزل العائلة، تهديد بالقتل ووعيد بطرق بشعة جداً، اتهامات بالتواصل مع العصابات المنظمة ومافيا “الكامورا” في نابولي، بل حتى صور جنسية لأطفال واتهامه بترويج أفلام إباحية عن الأطفال.

وفي نفس الوقت كانت الرسائل تصل إلى بريد نادي نابولي، وتم اتهامه بالضلوع في التلاعب بنتائج المباريات لصالح شبكات المراهنات وتجار المخدرات، بل حدث ذات مرة أن وصل “تابوت” لمنزل عائلته يحتوي على صوره الشخصية.

كوالياريلا لم يعرف كيف يتعامل مع الوضع سوى الإتصال بالشرطي الذي حل مشكلته السابقة كونه متخصص في الأمن الإلكتروني، وكان “فابيو” يعتبره محل ثقة بما أنه شرطي  ولأنه أراد أن يخفي الأمر عن العلن، وكان يلتقي معه في منزله ويجمع الرسائل التي تصله والأدلة.

ووصل به الأمر إلى تلقي رسالة تهديد بتفجير قنبلة في منزله، صياغة التهديد كانت مخيفة جداً وفقاً لـ كوالياريلا، وقال أيضاً أن الشرطي أصبح بمثابة فرد من العائلة، جمع بصمات أصابع بعض الأشخاص، وشرع في تحظير ملفات شرطة رسمية ويقوم بإضافة الأدلة لها ويطمئنهم أنه قريب من الوصول للمتهم

وفي هذا السياق صرح كوالياريلا: “أي تصرف عفوي من أي شخص كنت أراه خطراً بالنسبة لي، أسير في الشوارع وأنا أشعر دائماً بأني تحت الترصد والتهديد والخطر، ألتفت يمناً ويساراً لأرى من كانت عينه علي وأشك بأنه هو من يلحقني، لا يمكن لك أن تتصور كمية التوتر في منزلنا في تلك الأيام”

نتيجة لهذا كله، قررت إدارة نابولي بيع كوالياريلا ولمن؟ إلى اليوفي، خيبة أمل وغضب كبير في صفوف جمهور نابولي المعروف بشغفه، وفي ذلك الصدد قال فابيو:” كانوا يظنون أن انتقالي هدفه المال، شعروا بخيانتي لهم، كانوا يرونني القائد المستقبلي لكنهم لم يكونوا على علم بما كنت أعانيه وأعيشه”

كوالياريلا تحدث بعد انتهاء معاناته عن العودة لمدينة نابولي بعد انتقاله لليوفي للعب الكرة أو لزيارة عائلية قائلاً : “زيارة نابولي كانت عصيبة، كنت أسير وأغطي رأسي ووجهي خوفاً أن يتعرف علي أحد من الجمهور أو من قام بتهديدي وابتزازي”…

وأضاف كوالياريلا : “كنت لا أغادر المنزل أو الفندق، أصدقائي يحاولون اقناعي بالخروج للاستمتاع بوقتنا قليلاً لكني كنت أرفض بشدة بداعي الخوف وكنت أقول لنفسي متى ينتهي هذا الوقت؟ أصدقائي وعائلتي لا يستحقون كل هذا! أنا لا أستحق هذا وكنت واثقاً أنه سيأتي اليوم وتنفرج مشكلتي”

بعد 5 سنوات من المعاناة واستمرار التهديد والابتزاز، اكتشف والد فابيو كل شي، “كان جالساً مع الشرطي في منزلهم للاطلاع على مستجدات القضية، وقال له الشرطي أن المبتز علم بأنه هو من يتولى التحقيق في القضية ووصلته تهديدات أيضًا وحينما طلب منه أن يريه الرسائل قال بأنه مسحها”

“بدأت الشكوك تساور والدي، لماذا يمسح الشرطي دليلاً مهما مثل هذا؟ ذهب لمركز الشرطة ليسألهم عن ملف القضية لكنهم أكدو له أنهم لا يعلمون شيئا حول القضية، ولا وجود لأدلة ولا لأقوال شهود وغيرها، اتصل والدي بي مباشرة وقال لي” فابيو، عرفته، إنه الشرطي اللعين”

الشرطة حققت في الأمر واتضح أن كل ما حدث كان بإدارة الشرطي رافاييل بيكولو، مما تسبب في صدور حكم بالسجن ضده لـ 4 سنوات و8 أشهر في فيفري 2017، بعدها كوالياريلا تحدث بصراحة في لقاء واحد عن ما كان يعيشه لأول مرة ومنها أحاديثه السابقة التي نقلتها هنا.

كوالياريلا: “من الآن سأبدأ حياة جديدة، حياة أكثر سعادة، حاولت أن أكون محترفا في الفصل بين مشاكلي الشخصية وحياتي المهنية في الملاعب، لكن الأمر أقوى مما أتحمل”

فابيو قال بأن العودة للعب مع نابولي لا زالت حلمه وأنه لديه عمل لم ينتهي هناك لكن الكل يعلم أن ذلك صعب مع تقدمه في السن، أما جمهور نابولي؟ فحينما علموا بما حدث قاموا بوضع لافتة كبيرة في الملعب “لقد عشت في الجحيم بكل كرامة، سنحتضنك مجدداً فابيو، فأنت ابن هذه المدينة”.

كوالياريلا قال بأن أكثر ما ضايقه أن والديه أكثر من عانى من الموضوع، بالإضافة إلى تهديدات جمهور نابولي لهم بعد إنتقاله إلى اليوفي.

والدته كانت تتلقى شتائم تصفها بالعهر في الشارع وفي شبكات التواصل الإجتماعي، لكنها كانت تتحمل حتى لا ينفضح أمره.

الكثير تساءل عن دوافع الشرطي، لكن التحقيقات لم تظهر أي شيء مثل الابتزاز المادي أو غيره، مما يبدو أنه مجرد مختل عقلياً بعدما اتضح فيما بعد أنه قام بأشياء مشابهة لزوجته وصديقه ورجل أعمال.

الفائدة الوحيدة التي حصل عليها هي تفاخره بالصداقة مع كوالياريلا وحضور بعض المباريات بشكل مجاني والتصوير مع زملائه

مسيرة كوالياريلا لم تتعرض لهذا العائق فقط، بل الإصابات كان لها دور مهم في تكسير مشواره الكروي خاصة مع اليوفي

فحينما انتقل لليوفي، شعر بأنه في مدينة بأقصى الشمال بعيداً عن التهديدات، قدم نصف موسم أول مذهل سجل من خلاله 9 أهداف، وفي أول مباراة بعد التوقف تعرض لقطع في الرباط الصليبي، لتتوالى بعدها الإصابات عليه.

الأمر الذي دمر مشوار لاعب كبير كان يمكن أن يصبح له إسم عالمي في كرة القدم الأوروبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق